×

وَعَنِ السَّائِبِ بْنِ خَلاَّدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالإِْهْلاَلِ وَالتَّلْبِيَةِ» ([1]). رَوَاهُ الْخَمْسَةُ، وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ.

وَفِي رِوَايَةٍ: أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «كُنْ عَجَّاجًا ثَجَّاجًا». وَالْعَجُّ: التَّلْبِيَةُ، وَالثَّجُّ: نَحْرُ الْبُدْنِ. رَوَاهُ أَحْمَدُ ([2]) .

**********

فالله أبطل هذا، ولبى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «لبيك لا شريك لكَ» خلافًا للجاهلية الذين يقولون: «إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك»، فهذه من أمور الجاهلية.

وأمَّا تلبية التوحيد، فلا يذكر فيها شيء من ذلك، لا يذكر فيها الوسائط؛ «إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك»، هذا باطل.

قوله رحمه الله: «وَعَنِ السَّائِبِ بْنِ خَلاَّدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالإِْهْلاَلِ وَالتَّلْبِيَةِ»، هذا النبي صلى الله عليه وسلم يخبر أنه أتاه جبريل عليه السلام مرسل من ربه عز وجل، أنه قال: قل لعبادي يرفعوا أصواتهم بالتلبية؛ لأنها شعار المحرم، وتذكر المسلم بأنه محرم، فيتجنب محظورات الإحرام، وفيها أجر وثواب من الله عز وجل، فهي شعار المحرم، فالمحرم لا يسكت، يكثر من التلبية.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (27/ 90)، وأبو داود (1814)، والترمذي (829)، والنسائي (2753)، وابن ماجه (2922).

([2])  أخرجه: أحمد (27/ 99).