وَعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي
تَلْبِيَتِهِ: «لَبَّيْكَ إلَهَ الْحَقِّ لَبَّيْكَ» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَابْنُ ماجه وَالنَّسَائِيُّ .
**********
وهذا دليل على أنه إذا زاد أنه لا بأس، فلا يقتصر على قول: «لبيك»، يزيد، «لبيك إله الحق»، «لبيك ذا
المعارج»، «لبيك وسعديك والخير في
يديك والرغباء والعمل»، كل هذا يجوز، ما دام المعنى صحيحًا، فإنه يجوز.
كانوا في الجاهلية يلبون إذا أحرموا، لكنهم يقولون: «لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لكَ، تَملكه وَمَا مَلَكَ» ([2])؛ يعبدون من دون
الله مِن الأولياء والصالحين والملائكة، ويقولون: إنها توصلهم إلى الله، وهي وسيلة
إلى الله.
الرسول صلى الله عليه وسلم أبطل هذا، وقال: «لبَّيكَ لا شَرِيكَ لَكَ» ([3])، وأما في الجاهلية،
فهم يستثنون، ويقولون: «إلا شريكًا هو لك»،
يعنون بذلك أصنامهم ومعبوداتهم، يقولون: إنها تقربهم عند الله سبحانه وتعالى؛ ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ
مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا
عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18].
وهكذا المشركون حتى في وقتنا هذا، فإنهم يقولون: إننا لا نعبدهم، وإنما نتوسل بهم إلى الله عز وجل، هؤلاء صالحون، ونحن مذنبون، نريد منهم أن يتوسطوا بيننا وبين الله، وأن يطلبوا من الله أن يغفر لنا.
([1]) أخرجه: أحمد (16/ 143)، والنسائي (2752)، وابن ماجه (2920).