×

وَعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: أَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ التَّلْبِيَةَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: وَالنَّاسُ يَزِيدُونَ ذَا الْمَعَارِجِ وَنَحْوَهُ مِنَ الْكَلاَمِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْمَعُ فَلاَ يَقُولُ لَهُمْ شَيْئًا ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَمُسْلِمٌ بِمَعْنَاهُ.

**********

والموضع الأول: لما نوى بعد السلام من الصلاة - صلاة الظهر - لبى وهو على الأرض، ولما خرج من الوادي وركب البيداء - وهي الجانب الجنوبي لذي الحليفة - لبى أيضًا، فيكرر التلبية.

دلَّ على أن من زاد على التلبية ألفاظًا طيبة، وفيها ذِكر لله، فإن ذلك لا بأس به؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أقرهم؛ سمعهم وأقرهم على هذه الزيادة، وهي زيادة خير.

ذو المعارج: هذا من وصف الله سبحانه وتعالى، ﴿مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلۡمَعَارِجِ ٣تَعۡرُجُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيۡهِ فِي يَوۡمٖ كَانَ مِقۡدَارُهُۥ خَمۡسِينَ أَلۡفَ سَنَةٖ ٤ [المعارج: 3، 4] يعني: تصعد.

ذو المعارج، يعني: المصاعد؛ لأن الله جل وعلا في العلو، وفوق العرش، فتصعد إليه الملائكة وتنزل بأوامره سبحانه وتعالى.

وكذلك الدعوات تعرج إلى الله جل وعلا، والأعمال ترتفع، ﴿إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ [فاطر: 10]، فالأعمال الصالحة تصعد إلى الله إذا تقبلها الله سبحانه وتعالى.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (22/ 325)، ومسلم (1218)، وأبو داود (1812).