عَنِ
ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا
اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ قَائِمَةً عِنْدَ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ أَهَلَّ،
فَقَالَ: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ،
إنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لَكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ». وَكَانَ
عَبْدُ اللَّهِ يَزِيدُ مَعَ هَذَا: لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ،
وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ، وَالرَّغْبَاءُ إلَيْكَ وَالْعَمَلُ ([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ .
**********
قوله: «أَهَلَّ لما ركب راحلته»،
نعم، المحرم يلبي كلما ركب، وكلما علا مرتفعًا، فإنه يلبي، يكرر التلبية؛ لأنها
شعار المحرم، فيكررها بين حينٍ وآخر، أو بين فينة وأخرى يكرر التلبية؛ ليتذكر بها
أنه محرم، فيتجنب محذورات الإحرام.
وقوله: «إنَّ النبيَّ صلى الله
عليه وسلم لبى لما ركب راحلته»، نعم، لبى لما أحرم، وهو في الوادي بعد أن سلم
من الفريضة، لبى وهو جالس، ثم لما ركب الراحلة، لبى، ثم لما علا البيداء - يعني:
خرج من الوادي متجهًا إلى مكة، وادي ذي الحليفة متجهًا إلى مكة - لبى.
هكذا يكرر التلبية، كلما ركب، وكلما علا مرتفعًا، وكلما لقي الحجاج ومراكب
الحجاج، يلبي.
«وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ
يَزِيدُ مَعَ هَذَا: لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ،
وَالرَّغْبَاءُ إلَيْكَ وَالْعَمَلُ»، فدلَّ على أن من زاد على
التلبية مثل هذه الألفاظ أنه لا بأس به، فهو زيادة خير.
وأما قوله: «إنه لبى لما ركب راحلته»، نعم هذا الموضع الثاني.
([1]) أخرجه: أحمد (8/ 24، 25) و(9/ 95)، والبخاري (1549)، ومسلم (1184).