وَعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَجُلاً أَوْقَصَتْهُ رَاحِلَتُهُ وَهُوَ
مُحْرِمٌ فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اغْسِلُوهُ
بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلاَ تُخَمِّرُوا وَجْهَهُ وَلاَ
رَأْسَهُ؛ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ، وَمُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.
**********
كان النبي صلى الله عليه وسلم
واقفًا بعرفة، وفي أثناء الوقوف سقط أحد الحجاج الذين وقفوا معه عن راحلته،
فوقصته، يعني: رفسته برجلها، فمات وهو مُحْرم.
«فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ»: يغسل بالماء في سائر جسمه،
ويوضع معه السدر؛ لأن السدر منظف، وليس فيه طيب، فلا بأس بوضع المنظف على جسد
المحرم.
«وَكَفِّنُوهُ فِي
ثَوْبَيْهِ»: ثوبي الإحرام؛ الإزار والرداء.
«وَلاَ تُخَمِّرُوا وَجْهَهُ
وَلاَ رَأْسَهُ»: لا تغطوا وجهه ولا رأسه؛ فدلَّ على أن حتى وجه المحرم لا يغطيه.
«وَلاَ تُخَمِّرُوا وَجْهَهُ
وَلاَ رَأْسَهُ؛ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا»، فالمحرم لا يغطي
رأسه ولا وجهه، وهذا الرجل يبقى على إحرامه إلى يوم القيامة يلقى الله به.
«وَلاَ تُمِسُّوهُ طِيبًا»، هذه محظورات
الإحرام.
«فَإِنَّه يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا»: على حالته يوم يموت؛ تشريفًا له.
([1]) أخرجه: أحمد (3/ 350) و(4/ 357)، ومسلم (1206)، والنسائي (2853)، وابن ماجه (3084).