×

عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: كَانَ بِي أَذًى مِنْ رَأْسِي، فَحُمِلْتُ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَلَى وَجْهِي، فَقَالَ: «مَا كُنْتُ أَرَى الْجَهْدَ قَدْ بَلَغَ منكَ مَا أَرَى، أَتَجِدُ شَاةً؟»، قُلْت: لاَ؛ فَنَزَلَتِ الآْيَةُ: ﴿فَفِدۡيَةٞ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكٖۚ [البقرة: 196]. قَالَ: «هُوَ صَوْمُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، أَوْ إطْعَامُ سِتَّةِ مَسَاكِينَ نِصْفَ صَاعٍ طَعَامًا لِكُلِّ مِسْكِينٍ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([1]).

وَفِي رِوَايَةٍ: أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَقَالَ: «كَأَنَّ هَوَامَّ رَأْسِك تُؤْذِيكَ؟»، فَقُلْت: أَجَلْ، قَالَ: «فَاحْلِقْهُ وَاذْبَحْ شَاةً، أَوْ صُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ تَصَدَّقْ بِثَلاَثَةِ آصُعٍ مِنْ تَمْرٍ عَلَى سِتَّةِ مَسَاكِينَ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ ([2]).

وَلأَِبِي دَاوُدَ فِي رِوَايَةٍ: فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي: «احْلِقْ رَأْسَكَ وَصُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ فَرَقًا مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ انْسُكْ شَاةً» فَحَلَقْتُ رَأْسِي، ثُمَّ نَسَكْتُ ([3]) .

**********

 قوله رحمه الله: «فَنَزَلَتِ الآْيَةُ: ﴿فَفِدۡيَةٞ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكٖۚ [البقرة: 196] قَالَ: «هُوَ صَوْمُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، أَوْ إطْعَامُ سِتَّةِ مَسَاكِينَ نِصْفَ صَاعٍ طَعَامًا لِكُلِّ مِسْكِينٍ»، ونصف الصاع: كيلو ونصف الآن، نصف الصاع كيلو ونصف من الطعام الآن؛ لأن الصاع النبوي ثلاثة كيلوات تقريبًا.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (30/ 37، 38)، والبخاري (1816)، ومسلم (1201).

([2])  أخرجه: أحمد (30/ 36)، ومسلم (80) (1201)، وأبو داود (1856).

([3])  أخرجه: أبو داود (1860).