وَعَنْ
عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَهْزٍ: أَنَّهُ خَرَجَ
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ مَكَّةَ، حَتَّى إذَا كَانُوا
فِي بَعْضِ وَادِي الرَّوْحَاءِ، وَجَدَ النَّاسُ حِمَارَ وَحْشٍ عَقِيرًا،
فَذَكَرُوهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَقِرُّوهُ حَتَّى يَأْتِيَ
صَاحِبُهُ، فَأَتَى الْبَهْزِيُّ، وَكَانَ صَاحِبَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، شَأْنَكُمْ بِهَذَا الْحِمَارَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم أَبَا بَكْرٍ، فَقَسَّمَهُ فِي الرِّفَاقِ، وَهُمْ مُحْرِمُونَ، قَالَ: ثُمَّ
مَرَرْنَا حَتَّى إذَا كُنَّا بِالأُْثَايَةِ إذَا نَحْنُ بِظَبْيٍ حَاقِفٍ فِي
ظِلٍّ فِيهِ سَهْمٌ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً أَنْ
يَقِفَ عِنْدَهُ حَتَّى يُجيزَ النَّاسَ عَنْهُ ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ، وَمَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأ .
**********
«وَجَدَ النَّاسُ حِمَارَ وَحْشٍ عَقِيرًا» يعني: معقورًا، مكسور
القائمة.
«قَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، شَأْنَكُمْ هَذَا الْحِمَارَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم أَبَا بَكْرٍ، فَقَسَّمَهُ فِي الرِّفَاقِ وَهُمْ مُحْرِمُونَ»؛ لأنه لم يصد من
أجلهم، وإنما صادف أنه لقيهم، وهو قد صاده، فأهداه لهم، ما دام لم يصد لأجل
المحرم، فإنه يأكل منه.
«قَالَ: ثُمَّ مَرَرْنَا
حَتَّى إذَا كُنَّا بِالأُْثَايَةِ» الأُثَاية: اسم مكان.
«ثُمَّ مَرَرْنَا حَتَّى إذَا كُنَّا بِالأُْثَايَةِ، إذَا نَحْنُ بِظَبْيٍ حَاقِفٍ فِي ظِلٍّ فِيهِ سَهْمٌ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ؛ حَتَّى يُجيزَ النَّاس عَنْهُ» لأنه يحتمل أنه صيد لأجلهم.
([1]) أخرجه: مالك في الموطأ (1/ 351)، وأحمد (25/ 21)، والنسائي (2818).