×

«مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لاَ يُؤَدِّي زَكَاتَهُ إلاَّ أُحْمِيَ عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُجْعَلُ صَفَائِحَ فَتُكْوَى بِهَا جَنْبَاهُ وَجَبْهَتُهُ، حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ»، هذا وعيد للذي عنده ذهب أو فضة أو نقود ورقية، ولا يخرج زكاتها؛ أنها تصفح صفائح من نار يوم القيامة، فيكوى بها جبهته وجنبه وظهره في يوم مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون، خمسين ألف سنة وهو يعذب بها - نسأل الله العافية - وهذا وعيد شديد على مَن لا يزكي ما عنده من الذهب أو من الفضة، أو ما يقوم مقامهما من الأوراق النقدية.

«ثُمَّ يُرَى سَبِيلُهُ؛ إمَّا إلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إلَى النَّارِ»، ثم بعد خمسين ألف سنة يُرى سبيله - أو يَرَى بفتح الياء - يُرى سبيله إما إلى الجنة، وإما إلى النار، يحكم الله فيه سبحانه وتعالى، وهو خير الحاكمين، وهذا وعيد شديد في منع الزكاة والبخل بها.

«وَمَا مِنْ صَاحِبِ إبِلٍ لاَ يُؤَدِّي زَكَاتَهَا، إلاَّ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ»، وأما بهيمة الأنعام - الإبل، والبقر، والغنم - الذي لا يزكيها يُبطح لها يوم القيامة «بِقَاعٍ قَرْقَرٍ»، يعني: مستوٍ، فتطؤه بأظلافها، وتعضه بأنيابها، وتنطحه بقرونها إذا كان لها قرون، كلما مرَّ عليه آخرها، رُدِّ عليه أولها في يوم مقداره خمسين ألف سنة، هذا وعيد شديد، فيُرَى بعد ذلك سبيله؛ إما إلى الجنة، وإما إلى النار، بعدما يعذب هذا العذاب الأليم الطويل؛ نسأل الله العافية!


الشرح