«وَلَوِ
اسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا
أَجْرٌ»، «وَلَوِ اسْتَنَّتْ شَرَفًا»،
يعني: مرتفعًا، «أَوْ شَرَفَينِ»، يعني:
مرتفعين، فإنه يكتب له بخطاها كل خطوة له فيها أجر.
«وَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ
سِتْرٌ فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا تَكَرُّمًا وَتَجَمُّلاً، وَلاَ يَنْسَى حَقَّ
ظُهُورِهَا وَبُطُونِهَا فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا»، الذي لا يتخذها للجهاد،
وإنما يتخذها للقنية، والخيل لا شك أن فيها أبهة، وفيها مظهر جيد؛ فالذي يتخذها من
أجل ذلك، لا بأس به.
«وَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ
سِتْرٌ فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا تَكَرُّمًا وَتَجَمُّلاً»، يعني: لحاجته،
وللتجميل والتجمل بها.
«وَلاَ يَنْسَى حَقَّ
ظُهُورِهَا وَبُطُونِهَا»، لا ينسى حق ظهورها؛ فيعيرها لمن احتاج، وبطونها، يعني:
إذا كان فيها أولاد أو فيها نتاج.
«وَأَمَّا الَّتِي هِيَ
عَلَيْهِ وِزْرٌ، فَاَلَّذِي يَتَّخِذُهَا أَشَرًا وَبَطَرًا وَبَذَخًا وَرِيَاءَ
النَّاسِ»، لا لغرض صحيح، إنما يتخذها لأجل الأشر والبطر والكبر بها، فهذا لا يؤجر
عليها.
«قَالُوا: فَالْحُمُرُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ فِيهَا شَيْئًا إلاَّ
هَذِهِ الآْيَةَ الْجَامِعَةَ الْفَاذَّةَ: ﴿فَمَن يَعۡمَلۡ
مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ ٧وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ
٨﴾ [الزلزلة: 7، 8] »، الخيل أنزل الله
عليه فيها ما سبق؛ وأمَّا الحُمر فلم ينزل الله عليه فيها شيئًا خاصًّا، وإنما
صاحبها إذا اتخذها لحاجته، وأعارها لمن يحتاج الركوب أو الحمل عليها، فهذا له فيها
أجر؛ ﴿فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ
ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ﴾ [الزلزلة: 7].