×

هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل نجران، أرسل معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: «إنَّك تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ»: هذا فيه: أن الإنسان القاضي أو الداعي إلى الله لا بد أن يعرف دين أهل البلد الذي هو قادم عليه؛ حتى يدعوهم إلى تحقيقه وإلى تصحيحه وإلى إقامته، لا بد أن يعرف دين أهل البلد حتى يدعوهم بموجبه؛ «إنَّك تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ».

وأيضًا: هم علماء، أهل كتاب يحتاجون إلى محاجة ومجادلة، فلا يذهب إليهم إلا عالم بصير، ولذلك اختار الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه من شباب الصحابة رضي الله عنهم وفقهائهم وعلمائهم.

«إنَّك تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَىْهِ: شَهَادَة أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ»: أول ما يُدعى إليه التوحيد.

«فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ في اليَوْمِ وَالليْلَةِ»، هذا الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين.

«فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ لِذَلِكَ»، هذا فيه: التدرج في الدعوة.

«فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً»، يعني: الزكاة، الزكاة صدقة.

«صَدَقَة تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ»: لا تجب الزكاة إلا على الغني، وهو الذي يملك النصاب، الغني ليس لازمًا أن يكون الذي عنده ملايين ومليارات، الذي يملك النصاب هذا غني، تجب عليه الزكاة.


الشرح