×

عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُصَدِّقُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَجَعَلَهَا فِي فُقَرَائِنَا، فَكُنْتُ غُلاَمًا يَتِيمًا، فَأَعْطَانِي مِنْهَا قَلُوصًا ([1]). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.

**********

 دعاءً، ﴿وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ أي: ادع لهم إذا أخذتها منهم، ولما قبض صلى الله عليه وسلم زكاة آل أبي أوفى قال: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى» ([2]).

قوله رحمه الله: «عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُصَدِّقُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم »، المصدِّق، يعني: العامل الذي يقبض الزكاة.

«فَأَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَجَعَلَهَا فِي فُقَرَائِنَا»، هذا الذي أمر الله به، تؤخذ من أغنيائهم، وترد في فقرائهم؛ ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ [التوبة: 103].

«فَكُنْتُ غُلاَمًا يَتِيمًا، فَأَعْطَانِي مِنْهَا قَلُوصًا»، كان أبو جحيفة رضي الله عنه غلامًا يتيمًا، مات أبوه، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من الزكاة قلوصًا، يعني: ناقةً منها، فدل على أنها تدفع للفقراء، وإن كانوا صغارًا.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي (649).

([2])  أخرجه: البخاري (4166)، ومسلم (1078).