باب: تَفْرِقَةِ الزَّكَاةِ فِي بَلَدِهَا وَمُرَاعَاةِ
الْمَنْصُوصِ
عَلَيْهِ لاَ الْقِيمَةِ، وَمَا يُقَالُ عِنْدَ
دَفْعِهَا
**********
قوله رحمه الله: «باب: تَفْرِقَةِ
الزَّكَاةِ فِي بَلَدِهَا»، في بلدها يعني: في بلد المال الذي تجب فيه الزكاة؛ لأن
النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسل معاذًا رضي الله عنه إلى اليمن، قال: «أَخْبِرهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ
عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى
فُقَرَائِهِمْ» ([1])، يعني: في فقراء
البلد؛ فهم أحق، البلد الذي فيه المال تخرج زكاته في ذلك البلد على فقرائه، ولا
تنقل إلا لعذرٍ شرعي.
قوله رحمه الله: «وَمُرَاعَاةِ
الْمَنْصُوصِ عَلَيْهِ لاَ الْقِيمَةِ»، ومراعاة المنصوص عليه،
يعني: المنصوص عليه في الزكاة، وأنها لا تؤخذ قيمة بدلاً عن الزكاة؛ فلا يؤخذ بدل
الماشية دراهم، ولا يؤخذ بدل غيرها من أنواع الزكاة تؤخذ قيمة ذلك.
قوله رحمه الله: «وَمَا يُقَالُ عِنْدَ دَفْعِهَا»، وما يقال عند دفعها؛ أنه يدعى لمن دفعها، فيقال له: تقبل الله منك ما أعطيت، وبارك لك فيما أبقيت، وجعله لك طهورًا؛ كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك لمن أخذ منهم الزكاة، فيدعى للمزكي الذي يدفع زكاته طيبة بها نفسه، يدعى له بهذا الدعاء، والله جل وعلا قال لنبيه: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ﴾ [التوبة: 103]، ﴿وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ﴾يعني: ادع لهم، فالصلاة تسمى
([1]) أخرجه: البخاري (1395)، ومسلم (19).