×

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إذَا أَعْطَيْتُمُ الزَّكَاةَ فَلاَ تَنْسَوْا ثَوَابَهَا أَنْ تَقُولُوا: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا مَغْنَمًا، وَلاَ تَجْعَلْهَا مَغْرَمًا» ([1]). رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ .

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَةٍ قَالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ». فَأَتَاهُ أَبِي - أَبُو أَوْفَى - بِصَدَقَتِهِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى» ([2]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .

**********

 قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إذَا أَعْطَيْتُمُ الزَّكَاةَ فَلاَ تَنْسَوْا ثَوَابَهَا»، يعني: الدعاء لدافعها، فالذي يقبض الزكاة يدعو لأصحابها؛ عملاً بقوله: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ [التوبة: 103] أي: ادعُ لهم.

«أَنْ تَقُولُوا: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا مَغْنَمًا»، يعني: أجرًا وثوابًا وبركة على المال.

«وَلاَ تَجْعَلْهَا مَغْرَمًا»، يعني: غرامة.

قال: «قَالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ»: الصلاة من الله ثناؤه على عبده، والمراد بها هنا الدعاء ([3])، ومن الآدمي: الدعاء، إذا قال الآدمي: صَلَّى اللهُ على فلان، فمعناه: يدعو له.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه (1797).

([2])  أخرجه: أحمد (31/ 476)، و(32/ 150)، والبخاري (4166)، ومسلم (1078).

([3])  ذكره البخاري رحمه الله معلقًا بصيغة الجزم عن أبي العالية قال: «صلاة الله: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة: الدعاء». انظر: صحيح البخاري (6/ 120). وانظر: كتاب «جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام» (ص: 253- 276)، و«بدائع الفوائد» (1/ 44- 47) لابن القيم رحمه الله.