قوله رحمه الله: «عَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه: أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إذَا
أَدَّيْتَ الزَّكَاةَ إلَى رَسُولِكَ، فَقَدْ بَرِئْت مِنْهَا إلَى اللَّهِ
وَرَسُولِهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: نعم، يعني: إذا دفعتها
لمندوب السلطان، برئت ذمتك، وصارت في ذمة السلطان؛ لأن هذه من السمع والطاعة لولي
الأمر.
«قَالَ: «نَعَمْ، إذَا
أَدَّيْتَهَا إلَى رَسُولي، فَقَدْ بَرِئْت مِنْهَا إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ،
فَلَكَ أَجْرُهَا، وَإِثْمُهَا عَلَى مَنْ بَدَّلَهَا»، إثمها على من
بدلها من سلاطين الجور والظلم.
قوله رحمه الله: «مُخْتَصَرٌ لأَِحْمَدَ»، مختصر، يعني:
الحديث أخذ منه محل الشاهد، لأحمد: من رواية الإمام أحمد في المسند.
قوله رحمه الله: «وَقَدِ احْتَجَّ
بِعُمُومِهِ مَنْ يَرَى الْمُعَجَّلَةَ إلَى الإِْمَامِ إذَا هَلَكَتْ عِنْدَهُ
مِنْ ضَمَانِ الْفُقَرَاءِ دُونَ الْمُلاَّكِ»، أن المالك تبرأ ذمته،
وتكون على الفقراء، يعني: أنه يتحملوها الفقراء، وليس على الدافع شيء.