×

وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ» ([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .

**********

 قوله رحمه الله: «وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ»، الأثرة: هي الاستئثار بالمال، يعني السلاطين يستأثرون بالمال لأنفسهم، سلاطين الظلم والجور يستأثرون بالمال لأنفسهم في بيت المال، هذه الأثرة.

«إنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا»، يعني: من ولاة الأمور، وهذا دليل على أن ولي الأمر يسمع له ويطاع، وإن كان ظالمًا وجائرًا.

«قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ»، هذا الواجب عليكم: إذا طلبها ولي الأمر، وإن كان قد يسيء إليها أو يستأثر بها، تبرأ ذمتك، تكون في ذمته، تدفعون الذي عليكم إلى السلطان، وتسألون الله الذي لكم مما أُخِذ منكم بغير حقٍّ.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (6/ 150)، و(7/ 195)، والبخاري (3603، 7052)، ومسلم (1843).