وَعَنْ
وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم وَرَجُلٌ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إنْ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ
يَمْنَعُونَا حَقَّنَا، وَيَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ؟ فَقَالَ: «اسْمَعُوا
وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا، وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ»
([1]). رَوَاهُ
مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ .
وَعَنْ
بَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَةِ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّ قَوْمًا
مِنْ أَصْحَابِ الصَّدَقَةِ يَعْتَدُونَ عَلَيْنَا، أَفَنَكْتُمُ مِنْ
أَمْوَالِنَا بِقَدْرِ مَا يَعْتَدُونَ عَلَيْنَا؟ فَقَالَ: «لاَ» ([2]). رَوَاهُ
أَبُودَاوُدَ.
**********
قوله رحمه الله: «وَعَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ رضي الله عنه »،
وائل بن حجر الكندي من ملوك حضرموت رضي الله عنه.
قوله رحمه الله: «قَالَ: سَمِعْت
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَجُلٌ يَسْأَلُهُ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إنْ
كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَمْنَعُونَا حَقَّنَا، وَيَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ؟
فَقَالَ: «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا،
وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ»، هذا الحديث فيه طاعة ولاة الأمور - وإن جاروا، وإن
ظلموا - وأنهم إذا طلبوا الزكاة تدفع إليهم، وتجزئ عن صاحبها.
قوله رحمه الله: «رَوَاهُ مُسْلِمٌ،
وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ»، ما دام رواه مسلم والترمذي وصححه، فرواية مسلم تكفي.
فيجب على صاحب المال إذا طُلِبت منه زكاته أن يدفعها، وإذا أخذ العامل
زيادة، فإن صاحب المال لا يحتسب الزيادة التي أُخِذت ظلمًا من الزكاة؛ لأن الزكاة
حق للفقراء، وما ذنب الفقراء إذا جار العامل؟!
**********
([1]) أخرجه: مسلم (1846)، والترمذي (2199).