وَعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
عُمَرَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقِيلَ: مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ وَخَالِدُ بْنُ
الْوَلِيدِ وَعَبَّاسٌ عَمُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلٍ إلاَّ أَنَّهُ كَانَ
فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللَّهُ، وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ
خَالِدًا؛ قَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتَادَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
وَأَمَّا الْعَبَّاسُ فَهِيَ عَلَيَّ وَمِثْلُهَا مَعَهَا». ثُمَّ قَالَ: «يَا
عُمَرُ، أَمَا شَعَرْت أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ؟» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.
وَأَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيُّ، وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ عُمَرَ، وَلاَ مَا قِيلَ لَهُ فِي
الْعَبَّاسِ، وَقَالَ فِيهِ: «فَهِيَ عَلَيْهِ، وَمِثْلُهَا مَعَهَا» ([2]).
قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ: أَرَى - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّهُ أَخَّرَ عَنْهُ
الصَّدَقَةَ عَامَيْنِ لِحَاجَةٍ عَرَضَتْ لِلْعَبَّاسِ، وَلِلإِْمَامِ أَنْ
يُؤَخِّرَ عَلَى وَجْهِ النَّظَرِ، ثُمَّ يَأْخُذَهُ ([3]).
وَمَنْ
رَوَى: «فَهِيَ عَلَيَّ وَمِثْلُهَا»، فَيُقَالُ: كَانَ تَسَلَّفَ مِنْهُ صَدَقَةَ
عَامَيْنِ، ذَلِكَ الْعَامِ وَاَلَّذِي قَبْلَهُ.
**********
النبي صلى الله عليه وسلم أرسل عمر رضي الله عنه لقبض الزكاة وجبايتها، و هذا فيه: أن الإمام يرسل العمال لجباية الزكاة ممن وجبت عليهم.
([1]) أخرجه: أحمد (14/ 38، 39)، ومسلم (983).