وَعَنْ
سَهْلِ ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ
جَهَنَّمَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا يُغْنِيهِ؟ قَالَ: «مَا
يُغَدِّيهِ أَوْ يُعَشِّيهِ». رَوَاهُ أَحْمَدُ وَاحْتَجَّ بِهِ، وَأَبُودَاوُدَ
وَقَالَ: «يُغَدِّيهِ وَيُعَشِّيهِ» ([1]).
**********
«مَنْ سَأَلَ وَلَهُ قِيمَةُ
أُوقِيَّةٍ»، يعني: له من المال ما يعادل أوقية، والأوقية اثنا عشر درهمًا إسلاميًّا.
«فَقَدْ أَلْحَفَ»، هذا أخذًا من قوله
﴿لَا يَسَۡٔلُونَ ٱلنَّاسَ
إِلۡحَافٗاۗ﴾ [البقرة: 273]، فالذي يسأل الناس إلحافًا هذا مذموم.
«وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ»، يعني: إما أنه
عنده وجبة غداء أو عشاء، أو عنده الوجبتان، يعني عنده ما يكفيه سائر اليوم غداءً
وعشاءً، فهذا لا يجوز له السؤال؛ لأن عنده ما يكفيه في نومه، أو في صباحه، أو في
مسائه.
دلَّ على أنه لا يسأل إلا إنسان ليس عنده شيء، إنما يسأل جمرًا؛ يعني: من جمر جهنم، هذا وعيدٌ شديدٌ على مَن يسأل من غير حاجة.
([1]) أخرجه: أحمد (29/ 166)، وأبو داود (1629).