وَعَنْ
حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَأَلَ وَلَهُ مَا يُغْنِيهِ جَاءَ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُدُوشًا أَوْ كُدُوشًا فِي وَجْهِهِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، وَمَا غِنَاهُ؟ قَالَ: «خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَوْ حِسَابُهَا مِنَ
الذَّهَبِ» ([1]). رَوَاهُ
الْخَمْسَةُ.
وَزَادَ
أَبُو دَاوُد، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالتِّرْمِذِيُّ: «فَقَالَ رَجُلٌ لِسُفْيَانَ:
إنَّ شُعْبَةَ لاَ يُحَدِّثُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ سُفْيَانُ:
حَدَّثَنَاهُ زُبَيْدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ» ([2]).
**********
قوله رحمه الله: «عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ سَأَلَ وَلَهُ مَا يُغْنِيهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُدُوشًا أَوْ
كُدُوشًا فِي وَجْهِهِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا غِنَاهُ؟ قَالَ: «خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَوْ حِسَابُهَا مِنَ
الذَّهَبِ»، عنده ما يغنيه، وبين ذلك بأن يكون عنده مقدار خمسين درهمًا من
الفضة، أو ما يعادلها من الذهب، فلا يجوز له أن يسأل؛ لأنه ليس بحاجةٍ، وتكون
مسألته يوم القيامة في وجهه خدوشًا أو خموشًا، يعني: تكون جروحًا في وجهه -
والعياذ بالله - يوم القيامة.
قوله رحمه الله: «فَقَالَ رَجُلٌ لِسُفْيَانَ: إنَّ شُعْبَةَ لاَ يُحَدِّثُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَاهُ زُبَيْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ»، يعني: رويناه من غير طريق هذا الرجل.
([1]) أخرجه: أحمد (6/ 194، 195)، وأبو داود (1626)، والترمذي (650)، والنسائي (2592)، وابن ماجه (1840).