وَعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم يَقُولُ: «لَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ،
فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ، وَيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنِ النَّاسِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ
يَسْأَلَ رَجُلاً أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ» ([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
وَعَنْهُ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَأَلَ
النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا؛ فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا فَلْيَسْتَقِلَّ
أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ» ([2]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ، وَمُسْلِمٌ، وَابْنُ مَاجَهْ .
**********
«لَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ»، انتبهوا،
هذا توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الكسب وطلب الرزق بدون أن يسأل، الذي
عنده قدرة، وهناك فرصة للعمل لا يحل له أن يسأل؛ لأنه غني بالقوة والقدرة على
الكسب.
«لَأَنْ يَغْدُوَ
أَحَدُكُمْ، فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ وَيَسْتَغْنِيَ
بِهِ عَنِ النَّاسِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلاً أَعْطَاهُ أَوْ
مَنَعَهُ»، الرسول صلى الله عليه وسلم وجه الفقير إلى العمل إذا كان عنده قدرة على
العمل وهناك فرصة، حتى لو ذهب إلى الجبل واحتطب، وحمله على ظهره أو على رأسه
وباعه، فاستغنى به عن سؤال الناس، فإنه يجب عليه ذلك، ولا يسأل الناس، فدين
الإسلام دين عزة وقوة ليس دين ذلة.
«لَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ»، يحتطب على ظهره؛ ليس معه دابة حتى، يحمل على ظهره أو على رأسه.
([1]) أخرجه: أحمد (16/ 135)، والبخاري (1470)، ومسلم (1042).