×

«فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ وَيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنِ النَّاسِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلاً أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ»؛ لأن الرجل إما أن يعطيه، ويصير هذا ذلة عليه، وإما أن يمنعه، ويكون - أيضًا - هذا أشد ذلة عليه، إذا رده المسئول يكون هذا أذل له.

قوله رحمه الله: «وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ»، «مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا»، يعني: من غير حاجة، وإنما يريد أن يجمع المال الذي يتحصل عليه بالمسألة.

«فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا»، يعني: من نار جهنم، هذا وعيدٌ شديدٌ على من يتجه إلى سؤال الناس، وهو يقدر على الكسب، والكسب له مجال.

«فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا، فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ»، هذا وعيد شديد على من يسأل وهو يقدر على العمل، ولو كان فقيرًا، يكتسب، ولا يقول: أنا فقير وقوي، هذا غني بقوته، غني ببدنه، يكتسب.


الشرح