×

قوله رحمه الله: «وَابْنِ السَّبِيلِ»، وابن السبيل: هو المسافر الذي نفدت نفقته في أثناء الطريق، أو ضاعت، أو سُرِقت، فيعطى ما يوصله إلى بلده، وإن كان غنيًّا في بلده يعطى حتى يتوصل بذلك إلى مواصلة سفره، والوصول إلى بلده.

قوله رحمه الله: «عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إلاَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ ابْنِ السَّبِيلِ»، «لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ»: حرامٌ عليه أن يسأل وهو عنده ما يغنيه.

ليس الغني الذي عنده ملايين أو مليارات، لا، الذي عنده ما يكفيه، فلا يجوز له أن يسأل.

«لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إلاَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»، فالغازي يعطى، الذي ليس له راتب من بيت المال، وإن كان غنيًّا وله مال يعطى من الزكاة؛ لأن «في»، يعني: هذا المصرف في الغزاة، فيجوز للغازي أن يأخذ الزكاة إذا لم يكن له مرتب من بيت المال؛ لأجل أن يغزو في سبيل الله، ولو كان له مال، وهو غني؛ لأن الله قال: ﴿وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ [التوبة: 60].

«أَوِ ابْنِ السَّبِيلِ»، يعني: ولو كان غنيًّا في بلده؛ إذا انقطعت نفقته؛ بأن نفدت، أو سُرِقت، أو ضاعت، فيُعطى من الزكاة ما يبلغه إلى بلده، وإن كان غنيًّا في بلده.

«أَوْ جَارٍ فَقِيرٍ يُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ، فَيُهْدِي لَكَ أَوْ يَدْعُوَكَ»، إذا تصدق على فقيرٍ، وهذا الفقير أضافه أحد غني، أو هو الذي دعا الغني يأكل عنده 


الشرح