×

باب: مَا يُذْكَرُ فِي اسْتِيعَابِ الأَْصْنَافِ

**********

عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعْتُهُ، فَأَتَى رَجُلٌ فَقَالَ: أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْضَ بِحُكْمِ نَبِيٍّ وَلاَ غَيْرِهِ فِي الصَّدَقَاتِ، حَتَّى حَكَمَ فِيهَا هُوَ فَجَزَّأَهَا ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ، فَإِنْ كُنْتَ مِنْ تِلْكَ الأَْجْزَاءِ أَعْطَيْتُكَ» ([1]). رَوَاهُ أَبُودَاوُدَ.

وَيُرْوَى أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِسَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ: «اذْهَبْ إلَى صَاحِبِ صَدَقَةِ بَنِي زُرَيْقٍ فَقُلْ لَهُ فِيهَا فَلْيَدْفَعْهَا إلَيْكَ» ([2]).

**********

 قوله رحمه الله: «باب: مَا يُذْكَرُ فِي اسْتِيعَابِ الأَْصْنَافِ»، ما يذكر في استيعاب الأصناف الثمانية، هل لا بد أن تستوعب كلها، أو يكفي أن يعطي واحدًا من الأصناف الثمانية؟ المشهور والمعروف: أنه يجوز الاقتصار على صنفٍ واحدٍ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ» ([3])، الفقراء صنف واحد، فدل على جواز صرفها في صنفٍ واحدٍ، ولا يجب أن يستوعب الأصناف كلها.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود (1630).

([2])  أخرجه: أحمد (26/ 347- 349)، وأبو داود (2213)، والترمذي (3299)، وابن ماجه (2062).

([3])  أخرجه: البخاري (1395)، ومسلم (19).