×

وَعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: بَعَثَ إلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشَاةٍ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَبَعَثْتُ إلَى عَائِشَةَ مِنْهَا بِشَيْءٍ؛ فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟»، فَقَالَتْ: لاَ، إلاَّ أَنَّ نُسَيْبَةَ بَعَثَتْ إلَيْنَا مِنَ الشَّاةِ الَّتِي بَعَثْتُمْ بِهَا إلَيْهَا، فَقَالَ: «إنَّهَا قَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّهَا» ([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَعَنْ جَوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: «هَلْ مِنْ طَعَامٍ؟»، فَقَالَتْ: لاَ وَاَللَّهِ مَا عِنْدَنَا طَعَامٌ إلاَّ عَظْمٌ مِنْ شَاةٍ أَعْطَيْتُهَا مَوْلاَتِي مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ: «قَدِّمِيهَا؛ فَقَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّهَا» ([2]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ .

**********

فهذا فيه: دليل على أن بني هاشم لا يأكلون من الزكاة، من لحم الشاة التي هي من الصدقة على أنها صدقة عليهم؛ لكن يأكلون على أنها هدية.

مَن تصدق عليه بلحمٍ من مواشي الصدقة، ثم أهدي إلى أحد من بني هاشم، فإنه يأكله، هي عليه صدقة، وللهاشمي هدية.

قوله رحمه الله: «وَعَنْ جَوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: «هَلْ مِنْ طَعَامٍ؟»، فَقَالَتْ: لاَ وَاَللَّهِ مَا عِنْدَنَا طَعَامٌ إلاَّ عَظْمٌ مِنْ شَاةٍ»، وجويرية بنت الحارث رضي الله عنها من أُمهات المؤمنين، أعتقها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من سبي بني المصطلق، أعتقها، وتزوجها صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (45/ 282، 283)، والبخاري (1446، 1494، 2579)، ومسلم (1076).

([2])  أخرجه: أحمد (45/ 410، 412)، ومسلم (1073).