«وَلاَ حَظَّ
فِيهَا لِغَنِيٍّ وَلاَ لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ»، أمَّا لو كان قويًّا، وليس
هناك مجال للعمل والحرفة يُعطى، لكن إذا كان هو قوي يقدر على العمل والاحتراف،
وهناك مجال للكسب، فإنه لا يُعطى من الزكاة؛ بل إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم
قال: «لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ
حَبْلَهُ، فَيَأتي بِحُزْمَةِ الحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعهَا، فَيَكُفَّ
اللهُ بِهَا وَجْهَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ
مَنَعُوهُ» ([1]).
فالذي يقدر على الكسب لا يسأل، وإنما يحترف ويكتسب، ولا تحل له المسألة.
«لِلسَّائِلِ حَقٌّ، وَإِنْ جَاءَ عَلَى فَرَسٍ»، يعني: وإن كان مظهره مظهر غني، فالسائل له حق؛ ﴿وَٱلَّذِينَ فِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ مَّعۡلُومٞ ٢٤لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ ٢٥﴾ [المعارج: 24، 25]، قال جل وعلا: ﴿وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلَا تَنۡهَرۡ﴾ [الضحى: 10]، فالسائل له حق، يعطى ولو كان مظهره الغنى، جاء على فرسٍ، يركب فرسًا.
([1]) أخرجه: البخاري (1471) من حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه.