×

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ؛ وَاَلَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ» ([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .

**********

قوله رحمه الله: «وَمَا يَقُولُ إذَا شُتِمَ»، وما يقوله الصائم إذا شُتِمَ، يقول: «إِنِّي صائمٌ»، إذا شتمه أحدٌ، أو سَبَّه أحد، فيقول: «إني صائم»، يعني: ولولا الصيام لرددتُ عليكَ. وهذا وإن كان فيه إظهار للعمل، لكن للحاجة، دعت الحاجة؛ يعني: لا يمنعني من الرد عليك، إلا أنني صائم.

قوله رحمه الله: «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَصْخَبْ»، «فَلا يَرْفُثْ»: الرفث: هو الكلام الباطل، والجماع ودواعيه يتكلم بالجماع ودواعي الجماع، هذا من الرفث؛ ﴿فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ، يعني: أحرم، ﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ [البقرة: 197]، والرفث: هو ذكر الجماع ودواعيه، والفسوق هو المعاصي، والجدال هو المخاصمة، فالمحرم يمتنع من هذه الأشياء؛ لأنها تخل بنسكه.

وكذلك الصائم يتجنب اللغو والكلام الباطل، ويتجنب الرفث والسباب: والشتم، ولا يرد على مَنْ سَبَّه أو شاتمه؛ بل يقول: إني صائمٌ.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري (1904)، ومسلم (1151).