×

«إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ، وَلا يَصْخَبْ»، الصخب: هو رفع الصوت بالكلام الذي لا فائدة فيه.

«فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ»، يعني: شتمه، ولعنه، وما أشبه ذلك.

«أَوْ قَاتَلَهُ»، يعني: ضاربه، المراد بالمقاتلة هنا المضاربة، ﴿فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيۡنِ يَقۡتَتِلَانِ [القصص: 15]، يعني: يتضاربان.

«فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ»، مع أن المطلوب أن الإنسان لا يذكر عمله ويصرح؛ لكن هو يذكره في هذا الموطن ليبين أنه لولا الصيام لرد على خصمه.

«وَاَلَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ»، هذا قسم من الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق، أراد به التأكيد على ما سيقوله.

«لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ»، الخلوف: هو الرائحة التي تخرج من فم الصائم، وهي رائحة كريهة بسبب خلو المعدة من الطعام، تخرج منه رائحة إذا خلتْ معدته، في الصيام تخرج منه رائحة مكروهة عند الناس؛ لكنها محبوبة عند الله، وهي أطيب عند الله من ريح المسك؛ لأنها ناشئة عن طاعة الله؛ مثل: الغبار في سبيل الله، الغبار غير مرغوب فيه، لكن في سبيل الله مرغوب فيه، وهو ذريرة أهل الجنة؛ كما في الحديث ([1]).


الشرح

([1])  كما في الحديث الذي أخرجه: النسائي في الكبرى (8/ 114)، وأبو داود في المراسيل (ص234)، والطبراني في الكبير (5/ 69).