×

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ؛ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» ([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلاَّ مُسْلِمًا وَالنَّسَائِيَّ.

**********

 «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ»، وقول الزور هو الكذب المزور، ومنه شهادة الزور، وكل قول باطل فهو زور؛ لأنه من الازورار، وهو الانحراف، أو من التزوير، وهو التزيين بغير حقٍّ، وهو مكروه عند الله سبحانه وتعالى، فإذا لم يدع الصائم قول الزور، بل صار يقول الزور وهو صائم، «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ» أي: بالزور والجهل، الجهل على الناس، والجهل هنا ضد الحلم، ليس الجهل الذي هو ضد العلم، لا، الجهل جهلان: جهل ضد الحلم؛ يقول عمرو بن كلثوم:

أَلاَ لاَ يَجْهَلَنَّ أَحَدٌ عَلَيْنَا **** فَنَجْهَل فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينَا

فالمراد بذلك عدم الحِلْم.

«فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ»، يعني أن الله جل وعلا لا يأجره على صيامه، والله جل وعلا لا يحب هذا الصيام الذي اشتمل على هذه الجرائم.

لم يتجنبها الصائم، الله جل وعلا لا ينظر إلى صيامه، ولا يأجره عليه ولا يُثيبه عليه، فهذا فيه: أن هذه الأمور تبطل ثواب الصيام، ولا تبقي للصائم أجرًا عند الله سبحانه وتعالى.

**********


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (15/ 296)، والبخاري (1933)، ومسلم (1155)، وأبو داود (2398)، والترمذي (721)، وابن ماجه (1673).