وَعَنْ
عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم: أَيُقَبِّلُ الصَّائِمُ؟ فَقَالَ لَهُ: «سَلْ هَذِهِ»، لأُِمِّ
سَلَمَةَ، فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ
ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ
مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَقَالَ لَهُ: «أَمَا وَاَللَّهِ إنِّي
لَأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ وَأَخْشَاكُمْ لَهُ» ([1]). رَوَاهُ
مُسْلِمٌ.
وَفِيهِ:
أَنَّ أَفْعَالَهُ صلى الله عليه وسلم حُجَّةٌ .
**********
قوله رحمه الله: «وَعَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ: أَنَّهُ
سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُقَبِّلُ الصَّائِمُ؟ فَقَالَ
لَهُ: «سَلْ هَذِهِ»، لأُِمِّ سَلَمَةَ، فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ ذَلِكَ»، عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما هذا أمه أم
سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأبوه أبو سلمة رضي الله عنه،
توفي أبوه وهو صغير، فتزوَّج النبي صلى الله عليه وسلم أمه، وكفل ابنها عمر رضي
الله عنه، فصار في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم
عن القبلة للصائم، فأمره أن يسأله أمه رضي الله عنها، فأخبرته أمه أن النبي صلى
الله عليه وسلم كان يقبِّل وهو صائم.
«فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَقَالَ لَهُ: «أَمَا وَاَللَّهِ إنِّي لَأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ وَأَخْشَاكُمْ لَهُ»، قال عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما للرسول صلى الله عليه وسلم، لما علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم، قال: إننا لسنا مثلك؛ أنت غُفِر لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر. ظن أنه إنما يفعل ذلك؛ لأنه مغفور له، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بيَّن أن هذا لا يؤثر، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أتقى الأمة لله عز وجل، فلو كان هذا يؤثر على الصيام لتجنَّبه الرسولُ صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: مسلم (1108).