وَعَنْ
عَطَاءٍ: «سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقْرَأُ: ﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ
يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ﴾ [البقرة: 184].
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ
وَالْمَرْأَةِ الْكَبِيرَةِ لا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا، فَيُطْعِمَانِ
مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا» ([1]). رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ .
**********
الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما، تفطران وتقضيان، وإن أفطرتا؛ من
أجمل الحمل أو الرضاع، فإنهما تفطران وتقضيان وتطعمان، يعني: تجمع بين القضاء
والإطعام.
وأما الشيخ الكبير والشيخة الكبيرة اللذان معهما عقلهما، ولكن لا يستطيعان
الصيام، فيُطعمان.
بعضهم يقول: إن هذا من باب: التدرج؛ أن الله أولاً خيرهم بين الصيام أو
الإفطار والإطعام، ثم إنه نسخ ذلك بإيجاب الصيام حتمًا، ﴿فَمَن
شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾ [البقرة: 185]، فتكون الآية
هذه ناسخة لما قبلها.
ابن عباس رضي الله عنهما يقول: لا، ليست ناسخة، هي في حق الشيخ والشيخة
اللذين لا يطيقان الصيام، عليهما إطعام، ولا صيام عليهما.
قوله رحمه الله: «وَعَنْ عَطَاءٍ: سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقْرَأُ: ﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ﴾ [البقرة: 184]، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ»، ليست بمنسوخة؛ كما يقوله فريق من العلماء؛ أنه خيرهم بين الصيام والإفطار، والإطعام عن الصيام، ثم إنه حتم الصيام عليهم، ونسخ هذا التخيير بقوله: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾ [البقرة: 185]، هذا قول الجمهور.
([1]) أخرجه: البخاري (4505).