وَعَنْ
عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ
قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَصُومُهُ؛ فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ، وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ،
فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ قَالَ: «مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ» ([1]) .
وَعَنْ
سَلَمَةَ بْنِ الأَْكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ: «أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم رَجُلاً مِنْ أَسْلَمَ أَنْ أَذِّنْ فِي النَّاسِ: أَنَّ مَنْ أَكَلَ
فَلْيَصُمْ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ؛ فَإِنَّ
الْيَوْمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ» ([2]) .
**********
صوم يوم عاشوراء الأصل فيه: أنه
اليوم الذي نجى الله فيه موسى وقومه، وأهلك فيه فرعون وقومه، فصامه موسى صلى الله
عليه وسلم شكرًا لله عز وجل، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وجدهم
يصومون يومًا - يعني: عاشوراء -، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه
موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرًا لله، فقال: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ»، فصامه، وأمر بصيامه صلى الله عليه
وسلم ([3])، وكان يصومه من
قبل.
«أَنْ أَذِّنْ فِي النَّاسِ»، يعني: أعلِمهم،
الأذان هو الإعلام، أعلِمهم أن من أكل، فإنه يمسك هذا اليوم، بقية اليوم، ومن لم
يأكل، فإنه ينوي الصيام، صيام هذا اليوم لفضله.
«أَنْ أَذِّنْ فِي النَّاسِ أَنَّ مَنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ»، يعني: يمسك بقية يومه.
([1]) أخرجه: أحمد (40/ 278)، والبخاري (2002، 3831)، ومسلم (1125).