كان النبي
صلى الله عليه وسلم يصوم هذين اليومين اللذين تعرض فيهما أعمال العِباد على الله
سبحانه وتعالى.
وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه: أَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ، فَقَالَ:
«ذَلِكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ». رَوَاهُ أَحْمَدُ
وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ ([1]) .
**********
«تُعْرَضُ الأَْعْمَالُ
كُلَّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ»، هذا بيان الحكمة
من كونه يخصص يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع: أنهما يومان تعرض فيهما أعمال
العباد التي كتبتها الحفظة في صحائفها على بني آدم، تعرض على الله؛ فيثبت ما يشاء،
ويمحو ما يشاء، ﴿يَمۡحُواْ ٱللَّهُ
مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ﴾ [الرعد: 39].
وهذا - أيضًا - من الحِكم في صيام يوم الاثنين؛ أنه يوم وُلد فيه النبي صلى
الله عليه وسلم، وأنه اليوم الذي ابتدئ الوحي فيه على رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فهو يصوم من أجل ذلك يوم الاثنين.
كون الرسول يصوم يوم الاثنين؛ لأنه يوم ولد فيه، هذا من الحكم في صيام يوم
الاثنين، وليس هذا من الاحتفاء بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الرسول صلى
الله عليه وسلم لم يكن يحتفي بيوم مولده بما يعمله المبتدعة الآن من الحفلات في
يوم المولد، إنما هذا عند النصارى، هم الذين أحدثوا الاحتفال بمولد المسيح عليه
السلام، فسرى هذا إلى هؤلاء المبتدعة، فصاروا يعظمون مولد الرسول صلى الله عليه
وسلم.
**********
([1]) أخرجه: أحمد (37/ 228، 229)، ومسلم (1162)، وأبو داود (2426).