وَعَنْ
جَوَيْرِيَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ
عَلَيْهَا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ: «أَصُمْتِ أَمْسِ؟»
قَالَتْ: لاَ، قَالَ: «تَصُومِينَ غَدًا؟» قَالَتْ: لاَ، قَالَ: «فَأَفْطِرِي» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ.
وَهُوَ
دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ التَّطَوُّعَ لاَ يَلْزَمُ بِالشُّرُوعِ.
وَعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ
تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ» ([2]).
. **********
قوله رحمه الله: «وَلأَِحْمَدَ:
يَوْمُ الْجُمُعَةِ يَوْمُ عِيدٍ»، هذه الحكمة في كونه يكون مفطرًا يوم الجمعة؛
لأنه يوم عيد الأسبوع، ويوم العيد الناس يتقوون فيه بالأكل والشرب والطعام؛ لأجل
حضور يوم الجمعة والسعي إليها.
قوله رحمه الله: «وَلأَِحْمَدَ:
يَوْمُ الْجُمُعَةِ يَوْمُ عِيدٍ، فَلاَ تَجْعَلُوا يَوْمَ عِيدِكُمْ يَوْمَ
صِيَامِكُمْ، إلاَّ أَنْ تَصُومُوا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ»، يعني: لا تخصوه
وتفردوه، وإنما إذا دخل تبعًا لغيره من أيام قبله أو أيام بعده، فلا بأس.
جويرية بنت الحارث رضي الله عنها التي جاءت مع السبي - سبي بني عبد المصطلق، فآلت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فأعتقها، وجعل عتقها صداقها، وتزوجها، فصارت من أمهات المؤمنين، وهي امرأة صالحة رضي الله عنها.
([1]) أخرجه: أحمد (44/ 337)، والبخاري (1986)، وأبو داود (2422).