×

وَعَنْ جُنَادَةَ الأَزْدِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ فِي سَبْعَةٍ مِنَ الأَزْدِ إنَاثًا مِنْهُمْ، وَهُوَ يَتَغَدَّى، فَقَالَ: «هَلُمُّوا إلَى الْغَدَاءِ». فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إنَّا صِيَامٌ، فَقَالَ: «أَصُمْتُمْ أَمْسِ؟» قُلْنَا: لا، قَالَ: «أَفَتَصُومُونَ غَدًا؟» قُلْنَا: لاَ، قَالَ: «فَأَفْطِرُوا». فَأَكَلْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَشَرِبَ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ، يُرِيهِمْ أَنَّهُ لاَ يَصُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. رَوَاهُمَا أَحْمَدُ ([1]) .

. **********

وجَدَها النبي صلى الله عليه وسلم صائمة يوم الجمعة، فقال: «أَصُمْتِ أَمْسِ؟ قَالَتْ: لاَ، قَالَ: تَصُومِينَ غَدًا؟ قَالَتْ: لاَ»، إذًا أفردته بالصوم، قال لها: «فَأَفْطِرِي»، ولا تصومي؛ لأن هذا صوم غير مشروع، إفراد الجمعة غير مشروع.

قوله رحمه الله: «وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ التَّطَوُّعَ لاَ يَلْزَمُ بِالشُّرُوعِ»؛ لأنه قال لها: أفطري، فإذا صام صومًا غير مشروع، فإنه لا يلزمه إتمامه، بل يفطر.

«لاَ تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ»، يعني: لا تفردوه بصوم إلا تبعًا لغيره.

فيوم الجمعة لا يُفرَد بالصيام، وإنما يصام تبعًا، فالنبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يزيل اللبس عن الناس في هذا، دعا بماء وهو فوق المنبر، وشرب، والناس ينظرون إليه؛ ليبين لهم أنه مفطر في هذا اليوم.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (39/ 438).