×

باب: صِيَامِ يَوْمٍ وَفِطْرُ يَوْمٍ وَكَرَاهَةُ

صَوْمِ الدَّهْرِ

. **********

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «صُمْ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ». قُلْتُ: إنِّي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، فَلَمْ يَزَلْ يَرْفَعُنِي حَتَّى قَالَ: «صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الصِّيَامِ، وَهُوَ صَوْمُ أَخِي دَاوُد عليه السلام » ([1]) .

. **********

 قوله رحمه الله: «باب: صِيَامِ يَوْمٍ وَفِطْرُ يَوْمٍ وَكَرَاهَةُ صَوْمِ الدَّهْرِ»، يعني: السنة، لا يصوم السنة كاملة، لا يصوم الدهر كاملاً؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ صَامَ مَنْ صَامَ الدَّهْرَ» ([2])، هذا دعاء عليه، وفي رواية: «لاَ صَامَ وَلاَ أَفْطَرَ».

فلا يصوم السنة كاملة، وإنما خير الصيام صيام داود صلى الله عليه وسلم، وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا، هذا خير الصيام، من أراد خير الصيام فهو صيام داود عليه السلام.

«صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الصِّيَامِ، وَهُوَ صَوْمُ أَخِي دَاوُد عليه السلام »، هذا أفضل الصيام؛ صيام يوم وإفطار يوم من السُّنة، يداوم عليه؛ كأنما صام السَّنة كلها، يوم يتقوى فيه، ويوم يصوم، أما أنه يسرد الصيام طول السنة، فهذا غير مشروع.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (11/ 9)، والبخاري (5052)، ومسلم (1159).

([2])  أخرجه: البخاري (1977)، ومسلم (1159).