×

لما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، آخى بين المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم، سلمان رضي الله عنه آخى بينه -وهو من المهاجرين- وبين أبي الدرداء رضي الله عنه -وهو من الأنصار-، آخى بينهم النبي صلى الله عليه وسلم.

«فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً»، يعني: ليست متزينة، فدل على أن أبا الدرداء رضي الله عنه لا حاجة له بها، منشغل بطاعة الله عز وجل.

«فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا»؛ لأنه منشغل بالعبادة.

«فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءُ، فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا»، صنع له أبو الدرداء رضي الله عنه طعامًا؛ ضيافةً.

«فَقَالَ: كُلْ، فَإِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ، فَأَكَلَ»، سلمان رضي الله عنه أراد أن يخفف عن أخيه عناء العبادة والتعب، ومنها الصيام، كان يصوم ويداوم على الصيام، كان يقوم ويداوم على القيام.

«فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ، قَالَ: نَمْ، فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ، فَقَالَ: نَمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ سَلْمَانُ: قُمِ الآْنَ، فَصَلَّيَا، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا»، انظر! قيام الليل كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقوم الليل، فلما زاره أخوه سلمان رضي الله عنه رآه يريد القيام، قال له: نَمْ، ثم قام مرة ثانية، فقال له: نَمْ، ثم قام المرة الثالثة حين بقي آخر الليل، فقال له: الآن فقُمْ.


الشرح