وَعَنْ
عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم وَهِيَ حَائِضٌ، وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَفِي حُجْرَتِهَا،
يُنَاوِلُهَا رَأْسَهُ، وَكَانَ لاَ يَدْخُلُ الْبَيْتَ إلاَّ لِحَاجَةِ
الإِْنْسَانِ إذَا كَانَ مُعْتَكِفًا ([1]) .
**********
كان النبي صلى الله عليه وسلم في
معتكفه يُخرج رأسه إلى حجرة عائشة رضي الله عنها خارج المسجد، فترجِّله، ترجله
يعني: تجعله تضبطه بذلك، وهي حائض.
فهذا فيه: دليل على أن الحائض لها أن تعمل، تشتغل بيدها، تطبخ،
تغسل، إلى آخره، تشتغل، ولا يمنعها الحيض من ذلك كما كانت اليهود تتشدد في هذا،
ولا ترضى من الحائض أن تشتغل في شيء؛ هذا من تشدد اليهود.
كونها ترجِّل الرسول صلى الله عليه وسلم وهي حائض، كذلك تدخل على النبي صلى
الله عليه وسلم المسجد، وهي حائض، لا بأس أن تدخل الحائض المسجد، لكن لا تجلس فيه،
وإنما تمر، وكذلك الجُنب لا بأس أن يدخل المسجد مارًّا؛ ليأخذ شيئًا، ويخرج، لا
يجلس فيه وهو جنب.
«وَكَانَ لاَ يَدْخُلُ
الْبَيْتَ إلاَّ لِحَاجَةِ الإِْنْسَانِ إذَا كَانَ مُعْتَكِفًا»، كان النبي صلى
الله عليه وسلم لا يدخل بيته إذا كان معتكفًا إلا لحاجة الإنسان، يعني: قضاء
الحاجة من بول أو غائط، ويتوضأ، ثم يرجع إلى المسجد.
ففيه دليل على: أن المعتكِف إذا خرج لقضاء حاجة أو لوضوء، أن هذا لا يضر اعتكافه، إذا كان سيرجع.