وَعَنْهَا
رضي الله عنها أَيْضًا قَالَتْ: إنْ كُنْتُ لَأَدْخُلُ الْبَيْتَ لِلْحَاجَةِ
وَالْمَرِيضُ فِيهِ، فَمَا أَسْأَلُ عَنْهُ إلاَّ وَأَنَا مَارَّةٌ» ([1])
وَعَنْ
صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم مُعْتَكِفًا، فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلاً، فَحَدَّثْتُهُ، ثُمَّ
قُمْتُ لأَِنْقَلِبَ، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي، وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ
أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ» ([2]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِنَّ .
**********
تقول عائشة رضي الله عنها: إذا كانت معتكفة، تدخل البيت الذي فيه مريض،
وتسأله عنه وهي مَارَّة، لا تجلس فيه.
«فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ
لأَِنْقَلِبَ، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي»، ليقلبني، يعني: ليُرجعني
إلى بيتي، والانقلاب، هو الرجوع.
قوله رحمه الله: «وَعَنْ صَفِيَّةَ
بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها »، صفية بنت حيي بن أخطب زعيم من زعماء اليهود، في
غزوة الأحزاب سُبيت صفية من جملة مَن سُبِي، وكانت لشخص من الصحابة، فأعطاها
للرسول صلى الله عليه وسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم أعتقها، وجعل عتقها
صداقها، فصارت أمًّا للمؤمنين رضي الله عنها، وكانت امرأة صالحة مستقيمة رضي الله
عنها.
قوله رحمه الله: «وَعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُعْتَكِفًا، فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلاً»، «فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلاً»: هذا فيه: دليل على أنه لا بأس بزيارة المعتكف في معتكفه زيارة خفيفة، ولا يشغله عن الذكر وعن القرآن، ولو كانت امرأته - زوجته - تزوره، لا بأس بذلك، لكن إذا زارته في الليل، فإنه صلى الله عليه وسلم يقوم معها؛ ليواصلها إلى بيتها.
([1]) أخرجه: أحمد (41/ 68)، والبخاري (2046)، ومسلم (297).