وَعَنْ
عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمُرُّ
بِالْمَرِيضِ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ، فَيَمُرُّ كَمَا هُوَ، وَلاَ يُعَرِّجُ يَسْأَلُ
عَنْهُ ([1]). رَوَاهُ أَبُو
دَاوُد.
وَعَنْ
عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: السُّنَّةُ عَلَى الْمُعْتَكِفِ أَنْ لاَ
يَعُودَ مَرِيضًا، وَلاَ يَشْهَدَ جِنَازَةً، وَلاَ يَمَسَّ امْرَأَةً وَلاَ
يُبَاشِرَهَا، وَلاَ يَخْرُجَ لِحَاجَةٍ إلاَّ لِمَا لاَ بُدَّ مِنْهُ، وَلاَ
اعْتِكَافَ إلاَّ بِصَوْمٍ، وَلاَ اعْتِكَافَ إلاَّ فِي مَسْجِدٍ جَامِعٍ» ([2]). رَوَاهُ أَبُو دَاوُد
.
**********
«كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمُرُّ بِالْمَرِيضِ وَهُوَ
مُعْتَكِفٌ، فَيَمُرُّ كَمَا هُوَ، وَلاَ يُعَرِّجُ يَسْأَلُ عَنْهُ»، هذا
فيه: دليل على أن المعتكف يخرج لزيارة المريض، لكن لا يجلس عنده، وإنما يسأل
عن حاله، وينصرف.
قوله رحمه الله: «وَعَنْ عَائِشَةَ
رضي الله عنها قَالَتْ: السُّنَّةُ عَلَى الْمُعْتَكِفِ»، تُبين رضي الله
عنها السنن التي تكون في حق المعتكف، ليس الاعتكاف مجرد أنه يجلس في المسجد، أو
ينام في المسجد، ويقول: أنا معتكف. لا، بل يلتزم بآداب المعتكف، ذكرتها.
«السُّنَّةُ عَلَى
الْمُعْتَكِفِ أَنْ لاَ يَعُودَ مَرِيضًا»، بمعنى: لا يجلس عنده، أما
أن يزوره، ويمر عليه، ويسأل عن حاله، فالنبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك؛ كما سبق.
«وَلاَ يَشْهَدَ جِنَازَةً»، يعني: يذهب إلى المسجد يصلي على الجنازة، أو يذهب معها للمقبرة ويشيعها، هذا عمل جليل وطيب، لكن المعتكِف لا يفرط في اعتكافه ويتبع الجنائز، بل يحفظ وقته في معتكفه، وحتى يترك فضائل الأعمال كشهود الجنازة؛ حفاظًا على اعتكافه.
([1]) أخرجه: أبو داود (2472).