×

«وَلاَ يَمَسَّ امْرَأَةً»، يعني: بشهوة، وأما مسُّها من غير شهوة؛ كأن يأخذ بيدها ليدلها على الطريق، أو من وراء حائل، فلا بأس بذلك.

«وَلاَ يُبَاشِرَهَا»، بمعنى: أنه ينام معها، أو يمسها من غير حائل مباشرة.

«وَلاَ يَخْرُجَ لِحَاجَةٍ»، ولا يخرج لحاجة: يقول أذهب أبيع وأشتري، وأذهب للسوق، وأريد أنظر للمكتبة، أذهب أطالع فيها. لا يا أخي! أنت معتكف.

«إلاَّ لِمَا لاَ بُدَّ مِنْهُ»؛ يخرج ليتوضأ، ليقضي حاجته، ثم يعود، لا بأس.

«وَلاَ اعْتِكَافَ إلاَّ بِصَوْمٍ»، هذا ليس بلازم؛ يعتكف ولو كان مفطرًا، والدليل على ذلك أن عمر رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نذر أن يعتكف ليلة في المسجد الحرام في الجاهلية، نذر وهو في الجاهلية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ» ([1])، مع أن الليل ليس فيه صيام، فدل على أنه لا يلزم من الاعتكاف أن يكون صائمًا، بل يكون مفطرًا أو صائمًا، لا بأس.

«وَلاَ اعْتِكَافَ إلاَّ فِي مَسْجِدٍ جَامِعٍ»، يعني: تصلى في الجماعة، ليس جامعًا يعني تصلى فيه الجمعة، لا؛ الاعتكاف في مسجد تصلى فيه الجماعة، لا يعتكف في مسجد مهجور، بل يعتكف في مسجد تصلى فيه الجماعة؛ من أجل أن يصلي معهم، ولا يترك صلاة الجماعة.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري (2032، 2042، 2043، 4320، 6697)، ومسلم (1656)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.