باب: الاِجْتِهَادِ فِي الْعَشْرِ الأَْوَاخِرِ وَفَضْلِ
قِيَامِ لَيْلَةِ
الْقَدْرِ وَمَا يُدْعَى بِهِ فِيهَا وَأَيُّ لَيْلَةٍ
هِيَ؟
**********
قوله رحمه الله: «باب: الاِجْتِهَادِ
فِي الْعَشْرِ الأَْوَاخِرِ»، العشر الأواخر: التي هي العشر التي في آخر شهر رمضان،
هذه العشر الأواخر، وهي أفضل مما سبقها من أيام الشهر؛ لأنها ختام الشهر، ولأنها
الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر أكثر من غيرها، فهي أفضل أيام الشهر، فإذا
اعتكفها فهذا أفضل.
قوله رحمه الله: «وَفَضْلِ قِيَامِ
لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا يُدْعَى بِهِ فِيهَا وَأَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ؟»، فضل ليلة القدر
التي قال الله جل وعلا فيها: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ
فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ١وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢﴾ [القدر: 1، 2]، إلى
آخر السورة، عظمها سبحانه بقوله: ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ
مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ ٣تَنَزَّلُ
ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ ٤﴾ [القدر: 2- 4]،
الملائكة ملائكة تنزل بالرحمة من الله عز وجل على المصلين والمعتكفين في ليالي
رمضان، لكنها تتنزل في ليلة القدر أكثر.
﴿تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ
وَٱلرُّوحُ﴾: وهو جبريل عليه السلام، الروح هو جبريل: ﴿ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ﴾ [الشعراء: 193]، ﴿تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ
وَٱلرُّوحُ﴾ [القدر: 4]، فهي ليلة فاضلة، وهي أفضل ليالي الشهر.
سميت ليلة القدر، قيل: لأنها التي تُقدَّر فيها أعمال السنة، فأعمال السنة
تقدر في ليلة القدر، تؤخذ من اللوح المحفوظ؛ لأن القدر مكتوب في اللوح المحفوظ،
لكن ما يخص ليلة القدر ينقل للاهتمام به