×

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا دَخَلَ الْعَشْرُ الأَْوَاخِرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَشَدَّ الْمِئْزَرَ ([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَلأَِحْمَدَ وَمُسْلِمٍ: كَانَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَْوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهَا ([2]) .

**********

 «كَانَ إذَا دَخَلَ الْعَشْرُ الأَْوَاخِرُ أَحْيَا اللَّيْلَ»، بمعنى: أنه يقوم معظم الليل، وليس يستكمل الليل كله.

«وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ»: أهل بيته يُصلون معه ومع المسلمين، فهذا فيه: الاهتمام بأهل البيت، وحثهم على فضائل الأعمال، وعدم الغفلة عنهم.

«وَشَدَّ الْمِئْزَرَ»، قيل: معناه أنه اجتهد في الصلاة والعبادة، وقيل: معناه أنه يتجنب النساء في ليلة القدر، يتجنب معاشرة نسائه في ليلة القدر؛ ليتفرغ للعبادة.

قوله رحمه الله: «وَلأَِحْمَدَ وَمُسْلِمٍ: كَانَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَْوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهَا»، كل الأدلة تدل على أنه صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر بمزيد اجتهاد، بمزيد قيام وتلاوة للقرآن والأعمال الصالحة؛ لأنها ليالٍ مباركة، ولأنها ترجى فيها ليلة القدر أكثر من غيرها، لعله أن يصادفها.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (40/ 159)، والبخاري (2024)، ومسلم (1174).

([2])  أخرجه: أحمد (43/ 259)، ومسلم (1175).