وَعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ
قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِهِ» ([1]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ إلاَّ ابْنَ مَاجَهْ.
وَعَنْ
عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إنْ
عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: «قُولِي:
اللَّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي». رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ ([2])، وَأَحْمَدُ
وَابْنُ مَاجَهْ، وَقَالاَ فِيهِ: أَرَأَيْتَ إنْ وَافَقْت لَيْلَةَ الْقَدْرِ ([3]) .
**********
«مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ»، يعني: تهجد فيها.
«إيمَانًا»، يعني: لا رياء ولا
سمعة.
«وَاحْتِسَابًا»، يعني: طلبًا
لأجرها.
بهذين الشرطين: «إِيمَانًا»؛
لا رياء ولا سمعة، «وَاحْتِسَابًا»
احتسابًا للأجر وطلبًا للثواب «غُفِرَ
لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
قوله رحمه الله: «وَأَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَقَالاَ فِيهِ: أَرَأَيْتَ إنْ وَافَقْت لَيْلَةَ الْقَدْرِ»، رواية - يعني - أنها قالت: «أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟»، فالنبي صلى الله عليه وسلم نبهها إلى أن تقول: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي».
([1]) أخرجه: أحمد (12/ 225)، والبخاري (2014)، ومسلم (760)، وأبو داود (1372)، والترمذي (693)، والنسائي (2207).