وَعَنِ ابْنِ
عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
كَانَ مُتَحَرِّيَهَا، فَلْيَتَحَرَّهَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ»، أَوْ
قَالَ: «تَحَرَّوْهَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ - يَعْنِي: لَيْلَةَ
الْقَدْرِ». رَوَاهُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ ([1]).
وَعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إنِّي شَيْخٌ كَبِيرٌ عَلِيلٌ يَشُقُّ عَلَيَّ
الْقِيَامُ، فَأْمُرْنِي بِلَيْلَةٍ لَعَلَّ اللَّهَ يُوَفِّقُنِي فِيهَا لِلَيْلَةِ
الْقَدْرِ، فَقَالَ: «عَلَيْكَ بِالسَّابِعَةِ». رَوَاهُ أَحْمَدُ ([2]).
وَعَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي
لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ: «لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ» ([3]). رَوَاهُ أَبُو دَاوُد
.
**********
تعيين ليلة القدر في أي ليلة من
العشر الأواخر هذا محل اختلاف؛ فمنهم من قال: إنها أول ليلة من ليالي العشر
الأواخر، ومنهم من قال: إنها ليلة إحدى وعشرين، ومنهم من قال: إنها ليلة ثلاث
وعشرين. والراجح قول من قال: إنها ليلة سبع وعشرين؛ هذا هو الراجح.
«يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إنِّي
شَيْخٌ كَبِيرٌ عَلِيلٌ يَشُقُّ عَلَيَّ الْقِيَامُ، فَأْمُرْنِي بِلَيْلَةٍ
لَعَلَّ اللَّهَ يُوَفِّقُنِي فِيهَا لِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَقَالَ: «عَلَيْكَ
بِالسَّابِعَةِ»، هذا الرجل جاء يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعيِّن له ليلة
يجتهد فيها في العبادة يتحرى ليلة القدر فيها، فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم
إلى ليلة سبع وعشرين، أو ليلة سبع، يعني من العشر، وهي ليلة سبع وعشرين، فهي أرجح
الليالي أنها هي ليلة القدر.
وحديث معاوية رضي الله عنه مثل ما سبق، الأحاديث تكاثرت على أنها ليلة سبع وعشرين، وهو قول الإمام أحمد رحمه الله ([4]).
([1]) أخرجه: أحمد (8/ 426).