وَعَنِ
الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: لَقَدْ هَمَمْتُ
أَنْ أَبْعَثَ رِجَالاً إلَى هَذِهِ الأَْمْصَارِ، فَيَنْظُرُوا كُلَّ مَنْ كَانَ
لَهُ جِدَةٌ وَلَمْ يَحُجَّ، فَيَضْرِبُوا عَلَيْهِمُ الْجِزْيَةَ؛ مَا هُمْ
بِمُسْلِمِينَ، مَا هُمْ بِمُسْلِمِينَ. رَوَاهُ سَعِيدٌ فِي سُنَنِهِ ([1]).
**********
عمر رضي الله عنه في خلافته أراد
أن يبعث إلى كل من يستطيع الحج.
«لَهُ جِدَةٌ»، يعني: عنده
استطاعة، ولم يحج، أن يضربوا عليهم الجزية، والجزية إنما تؤخذ عن اليهود والنصارى،
ثم قال رضي الله عنه: «مَا هُمْ
بِمُسْلِمِينَ، مَا هُمْ بِمُسْلِمِينَ»؛ الذين عندهم استطاعة لأداء الفريضة،
ولم يحجوا، فهؤلاء عليهم خطر أن يكونوا غير مسلمين، تخوف عمر رضي الله عنه عليهم
ذلك، هذا دليل على أن الحج على الفور، وأن من استطاع يبادر.
وقوله: «فَيَضْرِبُوا عَلَيْهِمُ
الْجِزْيَةَ»: هذا من باب: الزجر والوعيد.
**********
([1]) أخرجه: سعيد بن منصور في سننه، قال: ثنا هشيم، أنا منصور، عن الحسن، قال: قال عمر بن الخطاب فذكره. قال ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق (3/ 410): «هذا الأثر مرسل؛ لأن الحسن لم يسمع من عمر رضي الله عنه، وقد رواه الإمام أحمد في الإيمان عن هشيم». وانظر: نصب الراية (4/ 411)، والبدر المنير (6/ 38، 39)، والتلخيص الحبير (2/ 488).