×

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَقِيَ رَكْبًا بِالرَّوْحَاءِ، فَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟ قَالُوا: الْمُسْلِمُونَ، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: «رَسُولُ اللَّهِ» صلى الله عليه وسلم، فَرَفَعَتْ إلَيْهِ امْرَأَةٌ صَبِيًّا، فَقَالَتْ أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ». رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُودَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ ([1]) .

**********

النبي صلى الله عليه وسلم خرج حاجًّا، فلما بلغ الروحاء - وهو اسم مكان في البَر -، لقي ركبًا يسيرون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنِ الْقَوْمُ؟»، قالوا: بنو فلان، قالوا: ومن أنت؟ قال: «رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم »، فرفعت امرأة صبيًّا لها صغيرًا على يديها، وقالت: يا رسول الله، ألهذا حج؟ «قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ»، يعني: له حج، ويكون نافلة، ولك أجر على حمله والحج به.

قوله رحمه الله: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَقِيَ رَكْبًا بِالرَّوْحَاءِ فَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟ قَالُوا: الْمُسْلِمُونَ»، يعني: أنهم مسلمون وليسوا من الكفار.

«فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ» صلى الله عليه وسلم، و هذا فيه: دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتميز بمظهر دون أصحابه، بل إنه إذا جاء من يريد أن يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم وهو جالس مع أصحابه رضي الله عنهم يقول: أيكم محمد؟ فيقال: هذا؛ لأنه لا يتميز، لا في مجلسه، ولا في لباسه، ولا في أي شيء عن أصحابه رضي الله عنهم، حتى إنه يدخل فيهم، ولا يعرف صلى الله عليه وسلم من لا يعرفه، لا يدري، حتى يسأل عنه: أيكم محمد؟

انظر، ليس له ميزة صلى الله عليه وسلم في مجلسه، ولا في ملابسه، بل هو عادي يجلس مع الناس جلوسًا عاديًّا، هذا تواضعه صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (3/ 384)، ومسلم (1336)، وأبو داود (1736)، والنسائي (2647).