×

وَعَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: حُجَّ بِي مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ ([1]) .

**********

«فَرَفَعَتْ إلَيْهِ امْرَأَةٌ صَبِيًّا، فَقَالَتْ: أَلِهَذَا حَجٌّ؟»، وفي هذا سؤال أهل العلم؛ أن الإنسان لا يمضي في أمره - ولا سيما أمور العبادة-، لا يمضي فيه حتى يسأل أهل العلم إذا كان لا يعلم؛ قال الله جل وعلا: ﴿فَسۡ‍َٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ [النحل: 43].

«فَرَفَعَتْ إلَيْهِ امْرَأَةٌ صَبِيًّا، فَقَالَتْ: أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ»، يعني: له حج، ولك أجر في حمله والسفر به وحفظه حتى يحج، لك أجر على ذلك.

السائب بن يزيد رضي الله عنه يقول: «حُجَّ بِي مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم »، يعني: حَجَّ بي أهلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج بعد بعثته إلا حجة واحدة، هي حجة الوداع، سميت حجة الوداع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ودع فيها الناس، وقال: «لَعَلِّي لاَ أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا» ([2]). فودع الناس بهذه الكلمات، ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن رجع من الحج بشهرين وأيام صلى الله عليه وسلم.

قوله رحمه الله: «وَعَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: حُجَّ بِي مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ»، ابن سبع سنين مميز، فهو يمشي مع وليه، ويحرم كما يحرم وليه، وينوي - أيضًا -؛ لأن المميز ينوي، فينوي الحج، أو ينوي العمرة، لكن تكون نافلة له.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (24/ 494)، والبخاري (1858)، والترمذي (926).

([2])  حديث جابر رضي الله عنه أخرجه: بهذا اللفظ النسائي في الكبرى (4/ 161)، وأوصله في مسلم (1218).