×

وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَتْ: خَرَجْنَا مُحْرِمِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُقِمْ عَلَى إحْرَامِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحْلِلْ»، فَلَمْ يَكُنْ مَعِي هَدْيٌ فَحَلَلْتُ، وَكَانَ مَعَ الزُّبَيْرِ هَدْيٌ فَلَمْ يَحْلِلْ ([1]). رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَابْنُ مَاجَه.

وَلِمُسْلِمٍ فِي رِوَايَةٍ: قَدِمْنَا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ ([2]) .

**********

 قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما »، أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، زوج الزبير بن العوام رضي الله عنه، وهي أمُّ عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، وهي أخت عائشة أم المؤمنين، رضي الله عن الجميع.

هي تحكي ما كان من حالهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه أمر أصحابه بفسخ الحج إلى العمرة؛ لأنهم ليس معهم هدي ساقوه من خارج الحرم، فأمرهم بفسخ الحج إلى العمرة - كما سبق - وأما هو والزبير بن العوام، فإنهم بقوا على إحرامهم؛ لأنهم جاءوا بالهدي معهم من خارج الحرم.

فهي رضي الله عنها أحرمت بالحج مفردة، وأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تحول حجها إلى عمرة، ثم تحرم بالحج اليوم الثامن؛ لتكون متمتعة.

قوله رحمه الله: «قَالَتْ: خَرَجْنَا مُحْرِمِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُقِمْ عَلَى إحْرَامِهِ»، الذي معه من الحل يسوقه لا يتحلل إذا طاف وسعي، وليبق على إحرامه إلى أن يحج ويذبح الهدي يوم العيد، وأما من لم يكن معه هدي، فالأفضل أن يحول إحرامه إلى عمرة، ويكون متمتعًا بها إلى الحج.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم (1236)، وابن ماجه (2983).

([2])  أخرجه: مسلم (192) (1236).