وَعَنِ
الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَت: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِي صلى
الله عليه وسلم وَلا نَرَى إِلا أَنَّهُ الْحجُّ، فَلَمَّا قَدِمْنَا تَطَوَّفْنَا
بِالْبَيْتِ، وَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْ يَكُنْ سَاقَ
الْهَدْيَ أَنْ يَحِلَّ، فَحَلَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ سَاقَ، وَنِسَاؤُهُ لَمْ يَسُقْنَ،
فَأَحْلَلْنَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَحِضتُ، فَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ، وَذَكَرَتْ
قِصَّتَهَا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([1]) .
**********
«فَلَمْ يَكُنْ مَعِي هَدْيٌ
فَحَلَلْتُ، وَكَانَ مَعَ الزُّبَيْرِ هَدْيٌ فَلَمْ يَحْلِلْ»، الزبير رضي الله
عنه زوجها، وبينهما فرق؛ لأنها رضي الله عنها ليس معها هدي، والزبير رضي الله عنه
معه هدي، الزبير رضي الله عنه أقام على إحرامه بسبب الهدي، وأما هي رضي الله عنها
فتحللت؛ لأنه ليس معها هدي.
قوله رحمه الله: «وَلِمُسْلِمٍ فِي
رِوَايَةٍ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُهِلِّينَ
بِالْحَجِّ»، يعني: مفردين.
ومن جملة الذين أحرموا مع النبي صلى الله عليه وسلم: أزواجه أحرمن بالحج، فأمرهنَّ بفسخ الحج إلى العمرة، إلا عائشة، فإنها حاضت قبل أداء العمرة، وهي محرمة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن تبقى على إحرامها، وأن تفعل ما يفعل الحاج، وهي حائض - من الوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة، ورمي الجمار - لأن هذا لا يشترط له الطهارة. فبقيت على إحرامها، وفعلت ما يفعل الحاج؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «افْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ، غَيْرَ أَنْ لاَ تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي» ([2])، فأخَّرت الطواف إلى أن طهرت من الحيض، واغتسلت من الحيض، وطافت؛ طافتْ بعد
([1]) أخرجه: أحمد (43/ 327)، والبخاري (1561)، ومسلم (1211).