×

عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهَرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرَ الْفُجُورَ فِي الأَرْضِ، وَيَجْعَلُونَ الْمحرَّمَ صَفَرَ، وَيَقُولُونَ: إِذَا بَرَا الدَّبَر، وَعَفَا الأَثْر، وَانْسَلَخَ صَفَر، حَلَّتِ الْعُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرَ، فَقَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ صَبِيحَةَ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً، فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْحِلِّ؟ قَالَ: «حِلٌّ كُلُّهُ» ([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .

**********

«افْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ» من الإحرام، والمبيت، والوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة، ورمي الجمار، والمبيت في منى، هذا كله يفعله الحاج، فهي تفعل، وهي حائض.

«غَيْرَ أَلاَّ تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطهُرِي»، فعملت بذلك رضي الله عنها، وأدتِ المناسك وهي حائض، إلا الطواف بالبيت، فإنها أمسكتْ عنه، إلا أن تطهرت من الحيض.

قوله رحمه الله: «وعَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ فِي الأَرْضِ، وَيَجْعَلُونَ الْمُحَرَّمَ صَفَر، وَيَقُولُونَ: إِذَا بَرَا الدَّبَر، وَعَفَا الأَثَر، وَانْسَلَخَ صَفَر، حَلَّتِ الْعُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرَ»، هذا كلام أهل الجاهلية، خالفه الرسول صلى الله عليه وسلم.

قوله رحمه الله: «وعَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ فِي الأَرْضِ»؛ لأنهم يفردون الحج في أيام الحج، والعمرة يجعلونها بعد ذلك في سائر السنة، الرسول صلى الله عليه وسلم خالفهم في هذا، وأبطل ما عليه أهل الجاهلية، والعمرة في أيام الحج ليست


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (4/ 131)، والبخاري (1564)، ومسلم (1240).